نصيب برحمتنا من يشاء و لا نضيع أجر المحسنين و الدار الآخرة خير للذين آمنوا و كانوا يتقون . أيها المؤمنون اتقوا الله الذي يقدر على كل شيء و لا تخافوا ممن لا يقدر على كل شيء ، بل من لا يقدر على شيء إلا بحول الله و قوته و مشيئته . أنتم في هذه الدنيا زائرون و لابد لكل زائر من الوصول ، فاحذروا أن يكون وصولكم إلى النار و اعملوا أن يكون ورودكم إلى الجنة ، و لابد لكل عاقل أن يتحرى الطريق الذي يوصله إلى السلام، و لابد لكل عاقل أن يذهب في الطريق الذي يوصله إلى السلام ، حيث لا ينفع الندم بعد انقضاء المدة و السلامة ، و أنتم أيها المؤمنون حقا بعدما عرفتم من الله و ليس من أحد أنكم تسيرون على الصراط المستقيم و تدينون بدين الحق الذي يريده الله سبحانه ، الذي خلقكم لهذا بالحق الذي أراده ، آمنوا و اعملوا و اعملوا حتى ينقطع النفس ، فإن في العمل نجاة فلا خير في من يعلم و لا يعمل بل الحق و الحق أول ، إن إبليس لعنه الله كان يعلم و لا يعمل فهو من العلماء الغير العاملين ، و اعملوا بما علمتم و ما عرفتم من الله سبحانه ، إن خوفنا أو حسابنا لأي شيء مهما كان عظيما في أعين الناس الذين يحسبون الدنيا و المادة و لا يحسبون الله سبحانه ، و الحق أقول لكم اطمئنوا أيها المسلمون سلام عليكم من رب رحيم ، ينجيكم الله سبحانه لأنه الكريم الغيور الذي يدافع عن شعبه المؤمن المختار في كل زمان ، و الحق أقول لكم إن الأب الغيور يدافع عن أبنائه و أهل بيته فكيف لا يدافع الرب سبحانه عن شعبه الذي اختاره ، نعم أنتم اخترتم أن تنصروا الله سبحانه فبلكم لنصرته لأنه الكريم الذي يعطي الكثير بالقليل و اعملوا و اعملوا و اعلموا فإنه سباق إلى الجنة فطوبى للفائزين الذين تكتب أسماؤهم في سجل الدار الآخرة ، كنت دائما و منذ البداية أقول إن الهداية من الله و ليست من أحد ، فمن يهديه الله سبحانه يزور الجبال و لا يزور لأنه طلب الحق من الحق و عرف الله بالله و اتبع رسول الله بالله ، و أما الآن بعد أن عرفتم الحق أقول لكم لا تكونوا أنصار العبد الذي يموت و الذي لا يقدر على كل شيء بل كونوا أنصار الحي الذي لا يموت و الذي يقدر على كل شيء ، كونوا أنصار الله لأنه الكريم الذي يعطي ما يشاء لمن ينصره حقا ، الناس يقولون نحن أنصار فلان و أنصار فلان أما أنتم فقولوا نحن أنصار الله ، أنا عبد مسكين أرى أنكم جميعا خير مني و أرى أني لست أهلا حتى أن أكون خادما لمن آمنوا بالله حقا و عملوا بكلمات الله و صبروا على الأذى و التنكيل بهم ، و أنا أتشرف و أتبطر بتراب تطؤه أقدام أنصار الله حقا ، أنا أرى نفسي و عيالي شيئا قليلا أقدمه بين يدي حبيبي سبحانه ، أما المال فأنا أرى أنه شيء ليس ذو بال كثيرا حتى أقول أنه شيء قليل أقدمه بين يدي سبحانه ، كنت و لا أزال أنتظر الموت ليلا و نهارا لأن فيه فراق أعداء الله و لقاء أحباء الله محمد و آله و الأنبياء و الأخيار و سبحان الله لن تجد الموت فارا إلا ممن طلبه و جئته يطلب الفارين من لقاء الله سبحانه ، كنت و لا أزال أحب الوحدة و أستوحش الناس و أستأنس الله سبحانه ، و الله يعلم كم يهبط علي من الوفاق إلا إن كان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو إرشاد الضالين إلى الله و تذكيرهم به سبحانه ...